هي برّة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن الحارث المصطلقية. غير النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- اسمها لاحقًا إلى جُويْرية، وكانت متزوجة في الجاهلية من مسافع بن صفوان الخزاعي، وقد تعرضت للسبي في السنة الخامسة للهجرة خلال غزوة المريسيع، إذ كانت تتميز بجمالها بين النساء، وكان والدها سيدًا محترمًا في قومه، وبعد ذلك أسلم، و توفيت -رضي الله عنها- في السنة السادسة والخمسين في المدينة المنورة أثناء خلافة معاوية -رضي الله عنه-.
زواجها من النبي عليه الصلاة والسلام
كانت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- سيدة بني المصطلق، وقد أراد الله أن تكون مقسومة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي يومٍ ما، سمع النبي الكريم بأن بني المصطلق يجتمعون لغزو المسلمين، وأراد الله أن ينصر النبي وأصحابه في تلك المعركة، وفي السبي، كان هناك العديد من أفراد بني المصطلق، بما فيهم جويرية بنت الحارث، وكانت في عمر العشرين.
وفي تلك الفترة، تزوجها سهم ثابت بن قيس الأنصاري، وكانت جميلة ومتميزة في الجمال، ومع ذلك، قررت جمع المال لتتحرر من الرق، لكنها لم تجد ما تدفع به فداء نفسها، ودخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- لطلب مساعدته، وأخبرته بأنها بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومها.
فقدم النبي لها مقترحًا أعظم من طلبها، وأخبرها أنه سيفتديها ويتزوجها، وبهذا الاقتراح، وافقت جويرية بسرور، وأصبحت بعدها من أمهات المؤمنين ودخلت بيت النبوة بعد أن كانت في السبي، وجرت العديد من المصالح والفوائد بسبب هذا الزواج، ستذكر في مناقبها.
فضائل أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها
تميّزت السيدة جويرية -رضي الله عنها- بالعديد من الفضائل، ونذكر من ذلك ما يأتي:
البركة
عندما علِم الصحابة بزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من جويرية -رضي الله عنها-، تركوا الأسرى التي كانت بين أيديهم وأرسلوا ما بحوزتهم كهدايا، وعائشة -رضي الله عنها- قالت: “لقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها”.
قبول الإسلام
والدها الحارث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب ابنتها، فأختارها النبي بين البقاء معه أو الذهاب مع والدها، فاختارت جويرية -رضي الله عنها- البقاء مع النبي الكريم، ثم أسلم والدها الحارث.
الورع والتقوى
تميّزت جويرية -رضي الله عنها- بشدة تقواها وعبادتها لله، وكانت من الصائمات الملتزمات والمصليات المحافظات، وكانت تحرص على ذكر الله بكثرة، وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كانت محل تقدير واحترام بين المسلمين والصحابة، وكانت تنفق كل ما تتلقاه من هدايا على الفقراء والمحتاجين، اقتداءً بزوجها الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وتلك هي بعض الفضائل والمحاسن التي تميّزت بها السيدة جويرية -رضي الله عنها-.
